الأشجار تموت واقفة بقلم الشاعرة / قَمَر النُّمَيْرِيّ

الأشجار تموت واقفة
********** 
 
نتعثّرُ لَكِنْ لَا نَسْقُط ، وإنْ سقطنا ننهض مُسْرِعِين . . . 
 
نتأثر ولا نتكسَّر . . . 
 
فالأشجار تَمُوت وَاقِفَة 
 
والْفَارِقُ بَيْنَ الْمُسْتَحِيل وَالْمُمْكِن عزيمةُ قلبٍ وَإصْرَار روحٍ ...
 
وَكَمَا قَالَ نابِلْيُون : كَلِمَة مُسْتَحِيل لَا تُوجَدُ إلَّا فِي قَامُوس الضُّعَفَاء... 

وأَنَا لَسْت ضَعِيفَةٌ وَلَا يوجَدُ فِي قامُوسِي تِلْكَ الْكَلِمَةُ أَوْ مشتقاتها . . . 
 
ولقد تعلمتُ وطبّقتُ حُكْمُة الْمِيَاه إذَا اعْتَرَضَهَا فِي مَجْرَاهَا صَخْرَةٌ إمَّا أنْ تعلتيها أَو تلتفّ  حَوْلِهَا ؛ هَكَذَا أَنَّا إذَا عاقني عائِق إمّا أنْ أتسلقه ، وأجعله تحت حذائي ليعليني، أَو أَدُور مَنْ حَوْلَهُ . . . 
 
نَعَمْ نَحْنُ بِشْر نَشْعُر نحزن نَفْرَح . . . 
 
قُلُوبنَا تذرفُ الدُّمُوع أَحْيَانًا قَبْل الْعُيُون 
مِنَ الصَّدَمَاتِ 
وتقلبات وغدرات الْأَزْمَان ...
 
 
لَكِن سُرْعَانَ مَا توقظنا قُوَى عزائمنا ؛ لننهض شامخين بهمم الْجِبَال الراسيات ... 
رَغِم عُمْق الْجُرُوح الغَائِرَة والمآسي الْفَاجِرَة . . . 
 
وَمَهْمَا عَصَفَتْ 
رِيَاحُ الخيباتِ 
نبقى صامدينَ 
مواصلينَ الْمَسِيرَ إلَى الْإِمَامِ صَوْبَ أهدافنا يرافقنا التَّفَاؤُل وَالْأَمَل وَالْإِصْرَار 
مبتسمين وفي أفئدتنا هْمَة وَثَبَات 
كَالْأَشْجَار اليانعات خضراوات الْأَغْصَان 
وَارَفَات الظلَال 
شَامِخَات فِي أَعَالِي التَّلاَل ...
سأبقى مرْفُوعَة الرَّأْس 
سامقة الْمَكَانَة وَالْمَكَان أتحدى الِانْكِسَار . . . 
 
فَالسَّعَادَة رَفِيقِة لِمَنْ كَانَ مَلْؤُه التَّفَاؤُل وَالْأَمَل وَالْإِصْرَار ، مِن تمسّك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، وَأَحْسَن الظّنّ بربّه الْعَظِيم الْكَرِيم . . . 
 
وَقُلْ لِلْفُؤَادِ وَإِنْ تَعَاظَم هَمُّه 
رَبّ الْفُؤَاد بِلُطْفِه يرعاني 
 
 
قَمَر النُّمَيْرِيّ

تعليقات